رغم أننى لست من مستخدمى مترو الأنفاق ولا أفضل إستخدامه إلا فى نطاق ضيق جدا إلا أننى إنزعجت جدا من قرار إلغاء "نصف التذكرة" للصحفيين.. فمن المؤكد أن للقرار وقعه الصادم على عدد كبير من زملائى ممن يستخدمون المترو، تماما مثل صدمتنا أنا وأمثالى من معتادى إستخدام الأتوبيسات والميني باصات العامة بعد إرتفاع ثمن التذاكر الخاصة بها.. ودفاعى عن حق الصحفيين فى الحصول على أى ميزة تساهم ولو بالقليل فى تخفيف الضغوط الملقاة عليهم، ليس من باب الوجاهة أوحرصا على التمسك بالريشة المتخيلة التى تزين رءوسهم، ولكن لعلمى بواقع وطبيعة عمل الصحفى، خاصة الشباب منهم ممن تضطرهم ظروف عملهم للانتقال بين أكثر من مكان ومن أقصى الشرق لأقصى الغرب وأحيانا عدة إنتقالات فى اليوم الواحد.
ظروف عمل الصحفى تختلف عن أى عمل آخر.. فعمله غير مقيد بوقت ومن ثم لايمكنه إستخدام الأتوبيسات التى تخصصها المؤسسات لموظفيها.. وبفرض نجاحه فى ضبط ساعات عمله بمواعيد تلك الاتوبيسات، ماذا عن تحركاته خلال تلك الساعات لجمع مادته الصحفية وإجراء لقاءاته.. عمل الصحفى المرهق فضلا عن دخله المتواضع جدا عكس ما يتصور الكثيرون يجعلنا لانتمسك فقط بإمتياز النصف تذكرة وإنما نحلم بركوب مجانى أيضا.
مانطلبه لن يكلف الدولة كثيرا، خاصة مع تأكيد ادارة المترو أن قرار إلغاء النصف تذكرة يهدف لمواجهة التكدس وليس لزيادة الربح لأن نسب الفئات المستثناة "الصحفيون والشرطة والجيش" ضئيلة جدا ولكنها تتسبب فى تكدس كبير! ولاأعرف ماوراء هذا التناقض الغريب الذى حمله تبرير إدارة المترو لإلغاء نصف التذكرة، فبينما هى تعترف أن الفئات المستثناة ضئيلة ولن تؤثر على ربحية المترو، ترى أنها تسبب التكدس وهو مايبدو غير منطقى وعصيا على الفهم والقبول! خاصة وأنها عادت وأكدت على منح إشتراكات مخفضة للصحفيين بنسب ضئيلة لا تقارن بما منحته للجيش والشرطة، فهل منح تلك التخفيضات سيقلل التكدس بينما النصف تذكرة هى من تسبب تلك الحالة من الزحام والتكدس؟
أعتقد أن إعادة النظر فى قرار إلغاء نصف التذكرة ضرورى، وإلا فابحثوا عن تبريرات مقنعة ولاتستهينوا بعقولنا وإرحمونا يرحمكم الله.
------------
بقلم: هالة فؤاد
